السبت، 30 أبريل 2011

ارتبـــاك


حالة طارئة...تستدعي اعادة خلق تلك الطقوس الخرقاء الخاصة بالتفكير... يشعل سيجارة ويلقى العلبة على الارض , يسند ظهره الى الركن الايسر من غرفة كاحلة السواد...وعلى ضوء التلفزيون الخافت يركز بصره على دخان السيجارة وعشوائيته التى قطعا تشبه عشوائية حياته اما عن عقله -المنهك من تمتمات فارغة الاحاسيس قد سمعها من حسناء ارادت التلاعب به- فقد بدأ يتساءل....هل أنا مازلت أنا؟
بالتأكيد لا... لست انا ذاك الاحمق  الذى يشعر بوجود شىء مفرح فى الدنيا فقط لمجرد سماع  كلمة "بحبك"
ياترى اين ذهبت انا؟؟!!
اين ذلك المتغطرس الذكى ذو المأثورات الحكيمة, والنظرة الكئيبة التى تنم فقط عن ادراك كامل لماهية الحياة وحقيقتها.....فقط حقيقتها المجردة,,.....هل تركنى ؟! ولم قد ترك تلك الروايات التى تحمل توقيعه المعتاد "ومفيش حمار بيحاول الانتحار"...ولم قد يستسلم بهذه السهولة لكلمات ناعمة من جميلة حمقاء...تاركا لى هذا الساذج المملوء بالامل الوهمى والفرح المزيف
او هرب منى فى جولة من تلك الجولات التى اقوم بها فى الرابعة ليلا فى شوارع البلدة المظلمة التى تعج بأصوات الرياح.....ام انه قد سأم منى وذهب ليسكن جسدا اخر؟!
نعم انها حالة طارئة..........ارتباك عاطفى قد يؤدى الى موت ذلك الكئيب الذى أحب فيه عدم حبه لنفسه او للحياة  
يطفىء سيجارته فى الحائط...عازما على اعدام ذلك المحب الأخرق ليكون عبرة لأى مغفل اخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق